تمهيد
من الصعوبة بمكان تحديد بداية تاريخية واضحة لهجرة الحضارمة من بلادهم. فقد امتزجت الخرافات والأساطير مع الحقائق.(1) كما أن معظم الكتابات التي تناولت مشكلة الهجرة جعلت منها لغزًا غير قابل للحل ، ومثل هذه المعالجات تبعدنا عن فهم هذه الظاهرة، وعن إدراك أسبابها وأبعادها الحقيقية واحتمالات تطورها في المستقبل، وتصوير البعض لمسألة الهجرة وكأنها صفة ملازمة للحضارمة يستحيل أن يتخلصوا منها أو يعيشوا بدونها إنما يحول القضية من ظاهرة تاريخية قد تظهر وتختفي إلى ظاهرة خالدة غير قابلة للتفسير والتحول(2)
إن قضية الهجرة الحضرمية وعلاقاتها بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحليل، وإذا كانت الهجرة كظاهرة عالمية أصبحت في العقود الأخيرة مشكلة رئيسية بالنسبة لعديد من بلدان العالم خاصة البلدان النامية ، فإنها تكتسب أهمية خاصة بالنسبة للحضارمة فهي ذات أبعاد متعددة شديدة التعقيد، وبالغة التأثير في مجتمعهم.